يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، وهو يتطلب علاجًا مستمرًا واهتمامًا دائمًا للتحكم في مستويات السكر في الدم. ولكن الخبر الجيد هو أن السكري، سواء من النوع الأول أو الثاني، يمكن الوقاية منه أو على الأقل التحكم فيه عبر تغييرات في نمط الحياة. تعد الوقاية من السكري مسؤولية فردية وجماعية، تتطلب تضافر الجهود بين الأفراد والحكومات لضمان بيئة صحية وآمنة. في هذا المقال، سنتناول كيفية الوقاية من السكري من خلال نمط حياة صحي، ونستعرض مراجع قانونية تشجع على سياسات صحية تدعم هذه الوقاية.
ما هو السكري؟
السكري هو حالة مرضية تؤثر على قدرة الجسم على استخدام السكر أو الجلوكوز بشكل طبيعي. هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: السكري من النوع 1: يحدث عندما لا ينتج الجسم الأنسولين.السكري من النوع 2: يحدث عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال، ويعتبر الأكثر شيوعًا.
في النوع الثاني، يمكن أن تحدث مقاومة للأنسولين بسبب نمط الحياة غير الصحي، مثل التغذية السيئة وقلة النشاط البدني، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
أسباب وعوامل خطر مرض السكري
العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري تشمل: السمنة: تراكم الدهون في الجسم يساهم في مقاومة الأنسولين.قلة النشاط البدني: يزيد الخمول البدني من خطر الإصابة بالسكري.
التغذية السيئة: الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة ترفع مستوى السكر في الدم.
التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالسكري، فإن خطر الإصابة يرتفع وراثيا.
كيفية الوقاية من مرض السكري
1. التغذية السليمة
تعد التغذية الجيدة من أبرز أساليب الوقاية من مرض السكري. إذ أن اختيار الأطعمة الصحية لا يساعد فقط في التحكم في مستويات السكر في الدم، بل يساهم أيضًا في الوقاية من الإصابة بالمرض.نصائح غذائية للوقاية من السكري: تناول الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
الحد من السكريات المضافة: مثل المشروبات الغازية والحلويات.
تقليل تناول الدهون المشبعة: من خلال استبدال الزيوت المشبعة بزيوت صحية مثل زيت الزيتون.
التقليل من الأطعمة المعالجة: التي تحتوي على مواد إضافية ودهون غير صحية.
2. النشاط البدني المنتظم
توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا. تساعد الرياضة في تقليل مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى أنها تحسن من حساسية الأنسولين.أفضل التمارين للوقاية من السكري: المشي السريع
السباحة
ركوب الدراجة
رفع الأثقال الخفيفة
3. إدارة الوزن
الحفاظ على وزن صحي هو أحد أهم العوامل التي يمكن أن تساعد في الوقاية من مرض السكري، خصوصًا السكري من النوع 2. يمكن أن يقلل فقدان الوزن من مقاومة الأنسولين ويساعد في تحسين صحة القلب أيضًا.* في القانون رقم 232/2020 في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم تطبيق برنامج "مكافحة السمنة" في المدارس والمؤسسات الحكومية لتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري.
4. تجنب التوتر والإجهاد النفسي
الإجهاد المزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول التي ترفع مستوى السكر في الدم. لذلك من المهم تعلم طرق إدارة التوتر مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا.5. الفحوصات الطبية الدورية
يمكن أن تساعد الفحوصات المنتظمة مثل فحص مستويات السكر في الدم في الكشف المبكر عن السكري أو حتى عن الحالات التي تسبق السكري مثل "مقدمات السكري". الحصول على تشخيص مبكر يتيح فرصة كبيرة للوقاية.* بموجب قانون الصحة العامة (رقم 467 لسنة 2012) في مصر، يتم توفير فحوصات مجانية للسكري للأفراد فوق سن 40 في المرافق الصحية الحكومية لتشجيع الوقاية المبكرة.
التدابير القانونية والدور الحكومي في الوقاية من السكري
تلعب الحكومات دورًا أساسيًا في الوقاية من مرض السكري من خلال تطبيق سياسات صحية شاملة، مثل: فرض ضرائب على المشروبات السكرية: هذا النوع من الضرائب يقلل من استهلاك السكريات المضافة.
التوعية المجتمعية: الحملات التوعوية حول مخاطر السكري وأهمية التغذية الصحية.
تشجيع الفحوصات الطبية: توفير برامج فحص السكري المجانية أو المخفضة التكلفة.
* وفقًا لقانون الضمان الاجتماعي الفرنسي (Code de la Sécurité Sociale - Article L. 861-1)، يجب أن تضمن الحكومة وصول الجميع إلى خدمات الوقاية والتشخيص المبكر للأمراض المزمنة مثل السكري.
خلاصة
الوقاية خير من العلاج
الوقاية من مرض السكري تبدأ بخيارات صحية بسيطة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأفراد. إن تبني نمط حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، والابتعاد عن التوتر، هو السبيل الأمثل لتجنب السكري. كما أن سياسات الصحة العامة التي تدعم الفحص المبكر والتوعية تلعب دورًا حيويًا في الحد من انتشار المرض.
الوقاية من مرض السكري تبدأ بخيارات صحية بسيطة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأفراد. إن تبني نمط حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، والابتعاد عن التوتر، هو السبيل الأمثل لتجنب السكري. كما أن سياسات الصحة العامة التي تدعم الفحص المبكر والتوعية تلعب دورًا حيويًا في الحد من انتشار المرض.