📁 آخرالمشاركات

سرطان البروستات؟

   
سرطان البروستات
  سرطان البروستات
   

مقدمة

يُعد سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، وخصوصًا بعد سن الخمسين. وعلى الرغم من التطور الكبير في الطب والتشخيص، لا يزال هذا النوع من السرطان يشكّل تحديًا صحيًا، نظرًا لطبيعته البطيئة في بعض الأحيان، وسرعة انتشاره في أحيان أخرى. وفي كثير من الحالات، لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة، مما يجعل الفحص المبكر أداة حيوية في مقاومته.
في هذا المقال، سنستعرض تعريف سرطان البروستات، أسبابه وعوامل الخطر، أبرز الأعراض، وسائل التشخيص، وأساليب العلاج الحديثة، مع التركيز على أهمية الوقاية ونمط الحياة الصحي.

ما هو سرطان البروستات؟

البروستات هي غدة صغيرة تقع تحت المثانة مباشرة وأمام المستقيم، وتحيط بالإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم). تلعب هذه الغدة دورًا مهمًا في الجهاز التناسلي الذكري، حيث تفرز جزءًا من السائل المنوي.
يحدث سرطان البروستات عندما تبدأ خلايا البروستات في الانقسام بشكل غير طبيعي وغير منضبط، مُشكّلة ورمًا سرطانيًا قد يظل موضعيًا أو ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، خاصة العظام والعقد اللمفاوية.
قم بزيارة:  موقع المعهد الوطني للسرطان - NCI

عوامل الخطر والأسباب

لا يوجد سبب دقيق واحد معروف لسرطان البروستات، لكن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة به، منها:
1. العمر
يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستات مع التقدم في السن. نادرًا ما يتم تشخيص المرض قبل سن الأربعين، لكن معدلات الإصابة ترتفع بشكل كبير بعد سن الخمسين.
2. الوراثة والتاريخ العائلي
إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (مثل الأب أو الأخ) مصابًا بسرطان البروستات، فإن احتمالية الإصابة بالمرض تتضاعف.
3. العرق
أظهرت الدراسات أن الرجال من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات مقارنة بالرجال من أعراق أخرى، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بأشكال عدوانية من المرض.
4. النظام الغذائي
يرتبط النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية ومنتجات الألبان وقليل الألياف بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات.
5. نمط الحياة
قلة النشاط البدني، السمنة، والتدخين قد تلعب دورًا في تطور المرض أو تفاقمه.

الأعراض

في المراحل المبكرة، قد لا يُسبب سرطان البروستات أي أعراض، ولذلك يُعرف أحيانًا بـ"المرض الصامت". لكن مع تقدم المرض، قد تظهر أعراض تشمل:
صعوبة في التبول أو تقطع البول
الحاجة للتبول بشكل متكرر، خاصة في الليل
ضعف تدفق البول أو انقطاعه
دم في البول أو السائل المنوي
ألم في الحوض أو أسفل الظهر
ضعف الانتصاب في بعض الحالات
تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى مثل تضخم البروستات الحميد، لذلك يجب استشارة الطبيب فور ظهورها لإجراء الفحوصات اللازمة.

طرق التشخيص

تشمل الفحوصات الشائعة للكشف عن سرطان البروستات:
1. اختبار PSA (مستضد البروستات النوعي)
وهو فحص دم يُستخدم لقياس مستوى PSA، وهو بروتين تنتجه البروستات. المستويات المرتفعة قد تشير إلى وجود سرطان، ولكنها قد ترتفع لأسباب غير سرطانية أيضًا، مثل التهاب البروستات.
2. الفحص الإصبعي للمستقيم (DRE)
يقوم الطبيب بفحص البروستات من خلال المستقيم لاكتشاف أي تضخم أو كتل.
3. خزعة البروستات
إذا كانت نتائج PSA أو DRE غير طبيعية، فقد يُطلب أخذ عينة نسيجية (خزعة) من البروستات لفحصها تحت المجهر.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي أو المقطعي
تُستخدم هذه التقنيات لتحديد مدى انتشار السرطان داخل البروستات أو إلى مناطق أخرى من الجسم.

مراحل سرطان البروستات

يتم تصنيف سرطان البروستات إلى مراحل لتحديد مدى تقدمه، وذلك باستخدام نظام TNM (الحجم، العقد، النقائل). وهناك أيضًا نظام تصنيف Gleason Score، الذي يحدد عدوانية الخلايا السرطانية.
أهم المراحل:
المرحلة الأولى: الورم صغير ولم ينتشر خارج البروستات.
المرحلة الثانية: الورم أكبر لكنه لا يزال داخل البروستات.
المرحلة الثالثة: انتشر السرطان إلى الأنسجة المحيطة.
المرحلة الرابعة: انتقل السرطان إلى أعضاء أو عظام أخرى.

طرق العلاج

يعتمد العلاج على عدة عوامل مثل عمر المريض، صحة المريض العامة، ومرحلة السرطان. من الخيارات المتاحة:
1. المراقبة النشطة
في حالات السرطان منخفض الخطورة، قد يُنصح المرضى بالمتابعة المنتظمة بدلًا من البدء الفوري بالعلاج.
2. الجراحة (استئصال البروستات)
يتم خلالها إزالة غدة البروستات بالكامل، وقد تُجرى بالجراحة التقليدية أو باستخدام الروبوت الجراحي.
3. العلاج الإشعاعي
يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية باستخدام أشعة عالية الطاقة، وقد يكون خارجيًا أو داخليًا (عن طريق زرع بذور مشعة).
4. العلاج الهرموني
يهدف إلى تقليل مستويات هرمون التستوستيرون، الذي يغذي نمو خلايا سرطان البروستات.
5. العلاج الكيميائي والمناعي
يُستخدم في الحالات المتقدمة أو عندما لا تستجيب الأورام للعلاجات الأخرى.

الوقاية ونمط الحياة

رغم أن الوقاية الكاملة من سرطان البروستات غير ممكنة، إلا أن بعض الإجراءات قد تُقلل من خطر الإصابة:
تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة
تقليل استهلاك الدهون الحيوانية
ممارسة الرياضة بانتظام
الحفاظ على وزن صحي
الامتناع عن التدخين
إجراء فحوصات منتظمة خاصة بعد سن الخمسين، أو في سن أصغر لمن لديهم تاريخ عائلي

الخلاصة

سرطان البروستات مرض شائع بين الرجال، لكنه غالبًا ما يكون قابلًا للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا. الفحوصات الدورية، والوعي بأعراض المرض، وتبني نمط حياة صحي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية والتعامل مع هذا المرض.
من المهم أن يتحدث الرجال مع أطبائهم حول مدى حاجتهم للفحص الدوري، خصوصًا إذا كان لديهم تاريخ عائلي للمرض. فالمعرفة والوعي هما أولى خطوات الحماية.

Avivoup
Avivoup