📁 آخرالمشاركات

البلاستيك في السلسلة الغذائية.

البلاستيك في السلسلة الغذائية.avivoup
تلوث البلاستيك

في العقود الأخيرة، أصبح البلاستيك جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. منذ اختراعه، أصبح من الأكثر المواد استخدامًا في العالم، حيث دخل في العديد من الصناعات من بينها الصناعات الغذائية. ولكن في ظل هذا الاستخدام الواسع، يواجه كوكبنا الآن تحديًا بيئيًا خطيرًا وهو انتشار البلاستيك في البيئة، والذي يمتد ليصل إلى السلسلة الغذائية. أصبح البلاستيك يشكل تهديدًا خفيًا لصحة الإنسان والحياة البرية، والآن حان الوقت لإلقاء الضوء على هذه المشكلة المقلقة.

البلاستيك في السلسلة الغذائية: الخطر الخفي على صحة الإنسان

كيف يدخل البلاستيك إلى السلسلة الغذائية؟

من المدهش أن البلاستيك لا يظل في حالته الصلبة لفترة طويلة، بل يتفكك إلى أجزاء أصغر وأصغر عبر الزمن، ما يُعرف بـ الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (Microplastics)، التي لا تتجاوز في حجمها 5 ميليمترات. يدخل البلاستيك إلى السلسلة الغذائية بعدة طرق:

البلاستيك في المحيطات والبحار: 

تُعتبر المحيطات من أكبر المستودعات للبلاستيك في العالم، حيث يتم التخلص من كميات ضخمة من البلاستيك في البحر كل عام. تبتلع الكائنات البحرية، مثل الأسماك والطيور، هذا البلاستيك، ويقوم النظام البيئي البحري بتوزيعه. وعندما نأكل المأكولات البحرية، فإننا نستهلك معها تلك الجزيئات الملوثة.

البلاستيك في التربة: 

غالبًا ما تجد الجزيئات البلاستيكية طريقها إلى التربة من خلال مياه الري الملوثة أو السماد العضوي الذي يحتوي على مواد بلاستيكية، مما يؤدي إلى انتقال البلاستيك إلى المحاصيل الزراعية التي تستهلكها الحيوانات والبشر.

البلاستيك في الهواء: 

تشير بعض الدراسات إلى أن البلاستيك يمكن أن يكون موجودًا في الهواء، خاصة في المدن الكبرى. تتناثر الجزيئات الدقيقة في الجو نتيجة لتساقط نفايات البلاستيك وحرقها، ومن الممكن أن يدخل البلاستيك إلى جسم الإنسان من خلال التنفس.
التأثيرات الصحية للبلاستيك

رغم أن البلاستيك لا يبدو مضرًا بشكل فوري، فإن تأثيره على الصحة يمكن أن يكون مدمرًا على المدى الطويل. إليك بعض التأثيرات المحتملة على صحة الإنسان:

الاضطرابات الهرمونية:

 تحتوي بعض أنواع البلاستيك على مواد كيميائية مثل البيسفينول A (BPA)، والتي تُعد من المركبات المدمرة للهرمونات. هذه المواد يمكن أن تؤثر على نظام الغدد الصماء وتسبب مشاكل مثل العقم، اضطرابات النمو، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا.

الإصابة بالتهابات وأمراض مزمنة:

 أظهرت الدراسات أن البلاستيك قد يسبب التهابات في الأنسجة البشرية، مما يساهم في تطور الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي.

نقل الملوثات: 

البلاستيك لا يحمل فقط المواد الكيميائية السامة مثل BPA، بل يعمل كحامل للعديد من المواد السامة الأخرى مثل المبيدات الحشرية، المعادن الثقيلة (مثل الرصاص والزئبق) التي تُلوث المياه والتربة. وعند دخول هذه المواد إلى الجسم، يمكن أن تكون لها تأثيرات سامة وقاتلة.

نصائح صحية وحياة افضل AVIVOUP

التأثير على المناعة: 

البلاستيك قد يضعف جهاز المناعة بمرور الوقت، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض المعدية.
هل نحن نأكل البلاستيك فعلاً؟
الخضراوات والفواكه: يمكن أن تحتوي بعض الفواكه والخضراوات على جزيئات بلاستيكية نتيجة لاستخدام الأسمدة أو مياه الري الملوثة.
المشروبات: أظهرت بعض الدراسات أن جزيئات البلاستيك يمكن أن توجد في مياه الشرب والمشروبات الأخرى نتيجة للتلوث البيئي.
ما هي الحلول الممكنة؟
بينما تعتبر هذه المشكلة تحديًا كبيرًا، إلا أنه لا يزال لدينا القدرة على التصرف لحماية صحتنا وكوكبنا:
تقليل استخدام البلاستيك:

العديد من الناس لا يدركون أن البلاستيك أصبح جزءًا من طعامهم. وفقًا لدراسة أُجريت في جامعة نيوكاسل الأسترالية، فقد أظهرت نتائج البحث أن الشخص العادي قد يبتلع ما يصل إلى خمسة غرامات من البلاستيك أسبوعيًا. إذا كنت تتساءل كيف يحدث ذلك، فإليك بعض الأسباب: المأكولات البحرية: الأسماك التي تعيش في المحيطات الملوثة بالبلاستيك تبتلع الجزيئات البلاستيكية.
 أول خطوة لحل هذه المشكلة هي الحد من استخدام البلاستيك، خاصة البلاستيك أحادي الاستخدام. يمكننا استبدال الأكياس البلاستيكية بالحقائب القابلة لإعادة الاستخدام، والعبوات البلاستيكية بزجاج أو مواد قابلة للتحلل.

الانتقال إلى الزراعة المستدامة:

 تشجيع الزراعة التي تعتمد على الأسمدة العضوية والري النظيف يساعد على تقليل تلوث التربة والمياه بالبلاستيك.

الاستثمار في التقنيات النظيفة:

 يمكن تحسين تكنولوجيا معالجة المياه والمخلفات لضمان التخلص من البلاستيك بشكل آمن، وكذلك تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير البلاستيك بشكل فعّال.
زيادة الوعي المجتمعي: من المهم أن نزيد من وعي الناس حول تأثير البلاستيك على صحتهم والبيئة، وكذلك توفير حلول عملية للتقليل من هذا الضرر.

خاتمة

البلاستيك في السلسلة الغذائية يمثل خطرًا صامتًا يهدد صحة الإنسان وكوكب الأرض. علينا أن نتحرك بسرعة للحد من استخدام البلاستيك وتطوير حلول فعّالة للتعامل مع هذه الأزمة البيئية. نحتاج إلى وعي جماعي وإجراءات جادة لضمان مستقبل صحي ومستدام للأجيال القادمة. وللاستفادة اكثر اليك بعض
مراجع وروابط: Plastic pollution and human health – UNEP
Microplastics in food: Health risks – WHO
Humans consume about 5 grams of plastic weekly – University of Newcastle Study

Avivoup
Avivoup